حسن الخلق هو من أعظم العبادات التي أمر بها الله تعالى في كتابه العزيز، وحثّ عليها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في سنّته الشريفة، وهو الذي كان أحسنَ الناس خلقاً فقد كان خلقه القرآن، ولا بدّ من التأسّي به وهو أعلى قدوة للمسلمين. وللأسف نجد في مجتمعاتنا اليوم كثيراً من المسلمين صائمين قائمين مُكثرين من العمرات، محافظين على عباداتهم، لكنّهم في المقابل لا يحسنون التعامل مع من حولهم من الناس، ويسيؤون لهم، ويتلفّظون بالفاحش من الكلام، إلا أنّ الإسلام عندما جاء لم يأتِ فقط بصومٍ وصلاةٍ دون الاهتمام بالجانب الأخلاقيّ للمسلم، بل إنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاق).
كيف تكون أخلاقك حسنة - الدعاء الذي هو الوسيلة الأولى دوماً في التواصل مع الله -عزّ وجلّ- والوصول إلى تحقيق الغايات؛ فيسأل المؤمن ربّه أن يرزقه حُسنَ الخلق كما كان النبيّ عليه الصلاة والسلام يفعل.
- التعرّف على الله تعالى من خلال أسمائه وصفاته، والتعرّف على سيرة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضوان الله عليهم- ليكونوا قدوةً له في ذلك ويتعلّم منهم الأخلاق الراقية.
- مجاهدة النفس ومحاولة التغلّب عليها كلّما دفعت صاحبها ليتكلّم بكلمةٍ نابيةٍ، أو أن يتصرّف تصرّفاً مسيئاً.
- مصاحبة الصالحين وذوي الأخلاق العالية، فهؤلاء دوماً يذكِّرون المرءَ بالله، ويرفعون الهمم للطاعات، والعمل للوصول إلى رضا الله تعالى.
- الابتعاد عن رفقاء السوء الذين يجرّون الإنسان إلى مساوئ الأخلاق وكل ما لا ينفعه في دينه وآخرته، فالبيئة لها دورٌ كبيرٌ في التأثير سلباً أو إيجاباً.
- تقبّل النقد والنصيحة، والبحث في النفس عن الأخلاق السيئة لمحاولة تجنّبها.
- التذكّر دوماً بأنّ الأخلاق السيئة تجلب لصاحبها البعد عن ربّه، فصلاً عن كره الناس له وتجنّبهم التعاملَ معه.
- إدراك ثواب من يتخلّق بالأخلاق الحسنة من رضا رب العباد، والجزاء الذي أعدّه له، ليكون ذلك دافعاً للوصول إليها.
- الحرص على الصلوات الفرائض والإكثار من النوافل، لأنّ الله تعالى أخبرنا في كتابه الكريم أنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
- وضع النفس مكان الغير، والتذكّر أنّك تحب منه أن يعاملك بالخُلُق الحسن وتنزعج إن أساء إليك، فكما تحبّ ذلك عليك أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك.
- الحرص على الاعتذار لمن أسأت إليهم كلّما فعلت ذلك؛ لأن الاعتذار سيجعلك أكثر حذراً من إساءة الخلق في المرات القادمة.
- محاسبة النفس ومعاتبتها ولومها كلمّا أساءت، وحملها على عدم تكرار المواقف غير اللائقة، فهذه الطريقة تردع النفس وتهذّبها.